مبارك في أن من قرأه؛ فله بكل حرف عشر حسنات (¬1)؛ فكلمة (قال) مثلاً فيها ثلاثون حسنة, وهذا من بركة القرآن؛ فنحن نحصل خيرات كثيرة لا تحصى بقراءة آيات وجيزة من كلام الله عز وجل.
والحاصل: أن القرآن كتاب مبارك؛ فكل أنواع البركة حاصلة بهذا القرآن العظيم.
والشاهد في قوله: {أنْزَلْنَاهُ}.
وثبوت نزوله من الله دليل على أنه كلامه.
الآية الثانية: قوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21].
الجبل من أقسى ما يكون, والحجارة التي منها تتكون الجبال هي مضرب المثل في القساوة؛ قال الله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74]، ولو نزل هذا القرآن على جبل؛ لرأيت هذا الجبل خاشعاً متصدعاً من خشية الله.
¬__________
(¬1) لما رواه التروذي (2910) واللفظ لهو والدارمي (3190) , والحاكم (1/ 555) وصححه, وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 263) , من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنةو والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول الم حرف, ولكن ألف حرف, ولام حرف, وميم حرف".
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.