كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

السياسية التي كانت تدخل في العصور السابقة إلى أروقته ومحاريبه ومعاهده، هدامة، قاطعة ما بين الأزهر والناس من أسباب، واستغلال بعض الناس له، حفاظا على منصب، أو تملقا لذي سلطان.
ولكن الأزهر-مع ما انتابه في بعض الأحايين من الحيرة والتردد- يسير اليوم منطلقا إلى غاياته وأهدافه ومثله، يتطلع في نظرة الواثق إلى المستقبل، ويحتقر هؤلاء المترددين والحائرين والمعوقين، وتنظر مئذنته الشماء في سخرية وإشفاق واحتقار، إلى الذين يحاولون أن يبنوا وأن يهدموا، فلا يستطيعون هدما ولا بناء.
والأزهر اليوم يأبى النوم والحياة حوله صاخبة مضطربة متحركة، وهو يكره اللهو وقد خلقه اللّه وخلق الحياة للعمل والجد والحيوية والنشاط.
وإذا كانت أول خطوة لفهم الإنسان لنفسه ولرسالته في الحياة هي أن يعرف تاريخه، ويعي ماضيه، ويدرس ما يتصل به من مقومات وخصائص وتراث، فإن هذا الكتاب لمما يساعد على هذه الدراسة وتلك المعرفة وهذا الوعي؛ التي هي العنصر الأول في البعث واليقظة والإحياء 1. .
وإني لأقدمه إلى القارىء، معتزا بأني أقدم له ثمرة مجهود شاق، وبتوفيق اللّه الذي لا ينساني، وما توفيقي إلا باللّه. . .
المؤلف
__________
1) راجع كتابات لي عن الأزهر في: - ص 147 قصص من التاريخ- للمؤلف: قصة الأزهر الجامعي بعد عشرين عاما. - ص 50 نداء الحياة- للمؤلف: الأزهر الخالد. - ص 58 نداء الحياة-للمؤلف: الأزهر العظيم. - ص 65 نداء الحياة-للمؤلف: رسالة الأزهر في القرن العشرين. - ص 55 فصول من الثقافة المعاصرة - رسالة الأزهر في النصف الثاني من القرن العشرين.

الصفحة 10