كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

لم يصل إليه، ولا وقف عليه أحد من أشياخي، فضلا عمن هو دونهم. . . ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها العقلية والقياسية، ومداركها ونقوضها وأجوبتها، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل اللّه. . .».
ويقول أيضا: «و قد كملت عندي آلات الاجتهاد بحمد اللّه تعالى».
ثم يقول في مقدمة كتابه (المزهر في علوم اللغة).
«هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه، واخترعت تنويعه وتبويبه. وذلك في علوم اللغة وشروط أدائها وسماعها، حاكيت به علوم الأحاديث في التقاسيم والأنواع، وأثبت فيه بعجائب وغرائب حسنة الإبداع، وقد كان كثير ممن تقدم يلم بأشياء من ذلك، ويعتني في تمهيدها ببيان المسالك، غير أن المجموع لم يسبقني إليه سابق، ولا طرق سبيله قبلي طارق».
هذا ما كتبه الشيخ متفرقا في ترجمته لنفسه، وفي مقدمات بعض كتبه.
ويقول السيوطي- «و قد بلغت مؤلفاتي للآن ثلثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه».
ومن هذا العدد الكبير نعرف أنه كان سريع الكتابة إلى حد كبير، وهو في ذلك يشبه إمامنا الجاحظ في السرعة لا في إشراق الأسلوب، ولا في متانة التعبير، ولا في إجادة الإنشاء.
إن الثلثمائة كتاب التي ألفها السيوطي تدور في مدار العلوم الآتية كما ذكرها هو بتعبيراته:
1 - فن التفسير وتعلقاته والقراءات.
2 - فن الحديث وتعلقاته.
3 - فن الفقه وتعلقاته.

الصفحة 112