يكن من علماء الأنساب وكانت حياته بعيدة عن الحجاز ونجد وصميم القبائل العربية، ولم يكن من العرب الخلص، وغير العرب الخلص لا يهتمون بالأنساب ومعرفتها اهتماما كبيرا.
والشهاب هو شهاب الدين محمود بن محمد بن عمر الخفاجي.
ترجم لنفسه في الريحانة فقال ما ننقله عنها في إيجاز «كنت بعد سن التمييز، في مغرس طيب النبت عزيز، في حجر والدي. ومقام والدي غني عن المدح، فلما درجت من عشى قرأت على خالي سيبويه زمانه علوم العربية 1، ونافست إخواني في الجد والطلب، ثم قرأت المعاني والمنطق وبقية علوم الأدب الاثني عشر ونظرت في كتب المذهبين: أبي حنيفة والشافعي. ومن أجل من أخذت عنهم: شيخ الإسلام ابن شيخ الإسلام الشمس الرملي وأجازني بجميع مؤلفاته ومروياته بروايته عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري [توفي 926 ه] وعن والده، ومنهم أحمد العلقمي 2أخذت عنه الأدب والشعر، والعلامة الصالحي الشامي 3 والشيخ داود البصير أخذت عنه الطب» 4
__________
1) خاله هذا هو أبو بكر إسماعيل بن شهاب الدين، والده شهاب الدين الشنواني القطب الرباني، وجده الأعلى ابن عم سيدى علي وفا الشريف الوفائي التونسي، وكان أبو بكر علامة عصره في جميع الفنون وكان في عصره إمام النحاة. ولد بشنوان، ودرس في القاهرة على ابن قاسم العبادي وعلي محمد الخفاجي والد الشهاب وأخذ عن كثير سواهما، وتخرج عليه كثير من العلماء وانتهت اليه الرياسة العلمية، ولازمه وتخرج عليه ابن أخته الشهاب الخفاجي وسواه من أكابر العلماء، ثم ابتلى بالفالج فمكث فيه سنين لا يقوم من مجلسه إلا بمساعدة وله عدة مؤلفات، وله شعر رواه الشهاب في الريحانة (115 الريحانة) وتوفي سنة 1019 عقب طلوع الشمس من يوم الأحد ثالث ذي الحجة وبلغ من العمر نحو الستين ودفن بمقبرة المجاورين [راجع ترجمته في الريحانة (114 - 117) وفي الجزء الأول من خلاصة الأثر (79 - 81)، وفي الخطط التوفيقية لعلي مبارك باشا في الكلام على شنوان (138 - 143/ 12)]
2) ترجم له في الريحانة ص 195
3) هو محمد بن نجم الدين الصالحي الهلالي م 1012 ه 1603 م وله ديوان شعر اسمه «سجع الحمام في مدح خير الأنام طبع في القسطنطينية سنة 1898 (393 اكتفاء القنوع)
4) راجع 272 الريحانة وترجم له في الريحانة ص 205