الأزهر والغزو الفرنسي لمصر:
بعد دخول نابليون بونابرت القاهرة جمع العلماء وطلب اليهم اختيار عشرة مشايخ لتأليف ديوان منهم، فوقع اختيارهم على هؤلاء المشايخ العشرة: عبد اللّه الشرقاوي، خليل البكري، مصطفى الصاوي، سليمان الفيومي، محمد المهدي الكبير، موسى السرسي، مصطفى الدمنهوري، أحمد العريشي، يوسف الشبراخيتي، محمد الدواخلي، ثم اختار هؤلاء رئيسا لهم الشيخ الشرقاوي، واحتفل بونابرت بافتتاح الديوان وأكرم أعضاءه، وأمر المصورين بأخذ صورة كل منهم على حدة. وهذه الصور ما تزال محفوظة في معرض فرساي، وهو أول ديوان وطني، ويعتبر فاتحة السلطة النيابية الانتخابية.
وفي ثورة القاهرة على الفرنسيين ضرب الأزهر بالمدافع، وتتابع الرمي من القلعة وتلال البرقية حتى تزعزعت الأركان وهدمت حيطان الدور، فركب المشايخ إلى كبير الفرنسيين ليرفع عنهم هذا النازل ويكف عسكره عن الرمي، فعاتبهم في التقصير فاعتذروا إليه، فقبل عذرهم ورفع عنهم الرمي وقاموا من عنده ينادون بالأمان في المسالك والطرقات.
وبعد الحادثة السابقة ثارت فتنة بين أهل الحسينية والعطوف وبين الإفرنج وتراموا، ولم يزل الرمي بين الطائفتين حتى فرغ من الطائفة الأولى