كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

وقد ركز نشاطه في السنوات الأخيرة في الاشتغال بجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وقد جعلت هذه الجماعة من أهدافها أن تتفاهم الطوائف الإسلامية على ما ينفع المسلمين، وأن تعمل على نسيان الخلاف واستلال الضغائن من بينهم، وله في هذه الناحية كتابات ورسائل ومراسلات بينه وبين كثير من علماء البلاد الإسلامية، فلم يقتصر فضله على العلم في مصر، ولكنه تجاوز ذلك إلى آفاق الإسلام، وإلى كل الطوائف.
ولفضيلته عدة رسائل مخطوطة، وقد أثر عنه الشجاعة في قول الحق والجهر به أمام الحكام دون خوف أو حذر، وقد استقال من الإفتاء عام 1946 حين وجد حكومة ذلك العهد تريد التدخل في شؤون الأزهر، وقال لرئيس ديوان الملك حين حذره من الخطر الذي سيلحقه: «إنني ما دمت أتردد بين بيتي والمسجد فلا خطر علي». عين فضيلته في مشيخة الأزهر للمرة الأولى يوم 26 ذي الحجة عام 1369 ه‍-الثامن من شهر أكتوبر عام 1950 وأعفي من المنصب في 4 سبتمبر 1951 ثم تولى المشيخة لثاني مرة في 10 فبراير 1952 واستقال من المنصب في 17 سبتمبر 1952، وتوفي عليه رحمة اللّه في صباح يوم الخميس 10 من صفر 1374 ه‍- 7 من أكتوبر 1954، تاركا ذكريات إسلامية لا تنسى.

الصفحة 307