ملء القلوب والأسماع، وحديث الخاصة والعامة، وشخصية تكاد من جلالتها وتواضعها تعد مع الخالدين الأوائل من كبار أئمة الإسلام. . حجة في علوم الدين واللغة والأدب، وإمام في المعقول والمنقول، وشيخ كثير من علماء الأزهر المعاصرين، تتلمذوا عليه، ونهلوا من معين علمه الفياض، واستمعوا لأحاديثه وآرائه في اللغة والبلاغة والأدب، وفي علوم الشريعة وأحكامها، وفي دقائق الاجتماع والتاريخ، فكان لهم من ذلك علم غزير، ومدد فياض. . ومجلسه العامر يفيض بالجديد الطريف من معارفنا الحاضرة، وبالتليد القديم من علوم الأوائل ومعارفها، وإلى جانب ذلك النكتة الرائقة والفكاهة الشائقة، والآداب الرفيعة، في سمت الصالحين الورعين، والزاهدين العابدين، مع التقوى والتواضع، وعفة اللسان، وطهارة القلب، ويقظة الضمير. وهو صوفي ورع، محب لآل البيت، كثير الإجلال لذكرهم، مع التوكل على اللّه والتباعد عن السياسة. وهو من أرومة عربية طيبة، من عرب إقليم البحيرة، حفظ القرآن، وجاور في الأزهر، وتتلمذ على الإمام محمد عبده، ونال العالمية من الدرجة الأولى، وشغل منصب التدريس في الأزهر، ثم في مدرسة القضاء الشرعي، ثم تدرج في مناصب القضاء، ثم اختير شيخا لمعهد أسيوط، فشيخا لمعهد الزقازيق، فعميدا لكلية اللغة العربية، فشيخا لكلية الشريعة. . ثم أسندت إليه رياسة لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، ثم منصب المشيخة العظمى،