كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

التي خرجت تهتف بحرية مصر، ومقالاته عن وجوب محاربة الاستعمار، وأذكر أنه لما تولى المشيخة للمرة الأولى استقبل في الأزهر استقبالا حافلا، وهنأته بهذه الأبيات:
عاد الدين مجده وسلامه وحمى الدين هذه أيامه
ودع الأزهر الغداة ليالي‍ ه، ونادته بالمنى أحلامه
تلك آماله الكبار، وهذا شيخه الأكبر الحكيم إمامه
يشهد اللّه أنه كاهل الدين، وللأزهر العريق سنامه
إن (إبراهيم) الملاذ لبيت اللّه تسعى بسعيه أعلامه
أمة واحدة، وفي اللّه مسعاه، وللحق عزمه ومقامه
أمل المسلمين، والنور يهدي ليس إلا للمكرمات اعتزامه
يا إمام الإسلام بايعك الأزهر شيخا له، وأنت سلامه
تلك آماله إليك، وهذا في يديك الكريمتين زمامه
وعلى منكبيك برد جلال صيغ من نسج الصالحات وسامه
سر على يمن اللّه تحرس بيت العلم في يمنى راحتيك وسامه
جمعت حولك القلوب وهذا البي‍ ت جذلان من هداك ابتاسمه
والشيخ حمروش، هو البقية الباقية من علماء الأزهر الأعلام، ومن الجيل القديم، الذين يعتز بهم الأزهر الحديث، والذين ليس لهم نظير في العلم والغيرة على شؤون الإسلام والعروبة، أمد اللّه في حياته. . وما من أزهري اليوم إلا وهو من تلامذته، أو من تلامذة تلامذته. .
ومن كلماته هذه الكلمة التي ألقاها في الأزهر في ذكرى الهجرة وهي: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين: شاعت في الأمم السابقة خرافات وعقائد باطلة لم تكن وليدة بحث ودروس ونظر واستدلال، وإنما هي أقوال ملفقة مما يأخذها الخلف عن السلف، ويقلد فيها الأبناء آباءهم، من غير فهم ولا روية، وهي موضع تقديرهم، ومحل اعتبارهم، وأشد الناس تمسكا بها

الصفحة 310