كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

بالمعرب، إلى أن اختلطت العرب بغيرها وفسدت اللغة وما أدخله غير العرب بعد فساد اللغة والاختلاط بالأعاجم سموه مولدا، وهناك قسم آخر يسمى بالعامي، وهو ما أخذ من غير مادة عربية، أو من مادة عربية ولكن بتحريف وتبديل لا تجيزه قواعد اللغة».
«بقي الكلام الآن في أمر هو محل نزاع الباحثين وموضع اهتمامهم، وهو أن المعاني الجديدة، والمستحدثات العصرية كثرت وتعددت بعد أن وقف التعريب، وأصبحت اللغة العربية لا تنهض بالدلالة على تلك المعاني ولا تقوم بحاجة التعبير عنها، فهل للموجودين أن يعربوا ألفاظ المعاني والمستحدثات تمشيا مع الحاجة، ودفعا للضرورة ورفعا لعيب نقص اللغة العربية عن الاضطلاع بحاجة أبنائها»؟.
«ذهب فريق إلى التعريب، وقال: إن اللغة كائن حي كسائر الموجودات وكل موجود حي يتدرج في الرقي، وكما تدرج أهل اللغة يجب أن تتدرج اللغة، وإن التعريب يؤدي إلى اتحاد لغة العلم، ويحفظ للمخترع اسمه، ويبقى له ذكره».
وذهب فريق إلى أنه لا حاجة إلى التعريب وأن اللغة العربية يمكن أن تنهض بالدلالة على المعاني الجديدة باتخاذ الوسائل المؤدية إلى ذلك، فعندنا مهجور في اللغة لا يستعمل الآن، وبنقله إلى المعاني الجديدة يقوم بالدلالة على بعضها ويتداول بين الناس فتحيا به اللغة العربية. وعندنا المجاز، وهو يدل على غير الموضوع له بواسطة العلاقة والقرينة وعلاقاته كثيرة متعددة، وعندنا المشتق، ومنه قسم مطرد».
«و بهذه الوسائل يمكن اللغة العربية النهوض بالدلالة على المعاني الجديدة».
«على أن في التعريب فشو الكلمات الدخيلة في اللغة، وهو يودي باللغة الفصيحة، ويذهب بجمالها ورونقها. وفي ضياع اللغة الفصيحة

الصفحة 323