كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

سيبويه الأصفهاني، وسيبويه المغربي، وسيبويه المصري.
ثم انتقل إلى شيخهم سيبويه البصري إمام علماء البصرة، وشيخ النحاة، وأول من لقب بهذا اللقب، فتحدث عن مولده ومكانه وتلاميذه والمناظرة التي كانت بينه وبين الكسائي.
سافر رحمه اللّه إلى فرنسا، ونال منها أرفع درجاتها العلمية، وعاش فيها عشر سنوات، كان من المظنون أن تغير من عاداته ومن صلاته ومن مظهره، وزيه، ولكنه عاد إلى مصر حريصا على أخلاقه الإسلامية الرفيعة، وكلفا بعاداته الطيبة التي ورثها من مصر المسلمة العريقة، ومشوقا إلى زيه العربي الذي يميز علماء الأزهر، فلم نره إلا معمما وفي جبة وقفطان، وقد يستعيض عن الجبة المعطف السابغ الذي يسمى كاكولة.
ولم يكن يتعالم بمعرفته الفرنسية وبإجادته لها، فيتكلف الرطانة بها حيث لا مسوغ لرطانة، ويتصيد المفردات منها ليحشرها في حديثه حشرا حيث تسعفه الألفاظ العربية. وليس من عيب على العالم باللغات أن يستشهد بها، وأن يستعين إذا ما مست حاجته أو دعت مناسبة أو كانت ثمة مقارنة واستشهاد.

الصفحة 353