كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

ولقد عالجت هذه الجامعة الكبرى علوم الدين، فيسرت سبلها، وأكثرت كتبها واهتمت بشؤون اللغة العربية، فهذبت طرقها، وأصلحت شأنها، وبقيت على مدى الأجيال والقرون قائمة بعملها، مضطلعة بمهمتها، حتى نبه ذكرها وذاع صيتها، وأمّها الطلاب من كل فج، ليغترفوا من منهلها، ويستضيئوا بنورها، وانحدر اليها العلماء من كل صوب، ليسهموا في النفع بها، ونشر آثارها، فازدهرت فيها أنواع العلوم والفنون، وأمدت العالم الإسلامي بما هو في حاجة إليه.
ولقد كان الأزهر الشريف منذ نشأته موضع عناية الخلفاء الفاطميين:
يتعهدونه بالعناية والرعاية، ويغدقون على من به من العلماء والطلبة العطايا والهبات، ويذهبون إليه بأنفسهم للصلاة والوقوف على حاله، مما كان له الأثر البالغ في حفز همم الشيوخ والطلبة إلى التفرغ للعلم.

الصفحة 40