كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

الشائعة من أربعة الحوانيت المتلاصقة التي بفسطاط مصر بالراية أيضا بالموضع المعروف بحمام الفار، وتعرف هذه الحوانيت بحصص القيسي بحدود ذلك كله وأرضه، وبنائه وسفله وعلوه وغرفه ومرتفقاته وحوانيته وساحاته وطرقه وممراته، ومجاري مياهه، وكل حق هو له داخل فيه وخارج عنه، وجعل ذلك كله صدقة موقوفة محرمة محبسة بتة، لا يجوز بيعها ولا هبتها ولا تمليكها، باقية على شروطها، جارية على سبلها المعروفة في هذا الكتاب، لا يوهنها تقادم السنين ولا تغير بحدوث حدث، ولا يستثنى فيها ولا يتأول، ولا يستفتى بتجدد تحبيسها مدى الأوقات، وتستمر شروطها على اختلاف الحالات حتى يرث اللّه الأرض والسماوات، على أن يؤجر ذلك في كل عصر من ينتهي اليه ولايتها ويرجع إليه أمرها بعد مراقبة اللّه واجتلاب ما يوفر منفعتها من إشهارها عند ذوي الرغبة في إجارة أمثالها؛ فيبتدأ من ذلك بعمارة ذلك على حسب المصلحة وبقاء العين ومرمته، من غير إجحاف بما حبس ذلك عليه، وما فضل كان مقسوما على ستين سهما.
من ذلك الجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة المذكور في هذا الاشهاد الخمس والثمن ونصف السدس ونصف التسع، يصرف ذلك فيما فيه عمارته ومصلحته، وهو من العين المعزى الوازن ألف دينار واحدة وسبعة وستون دينارا ونصف دينار وثمن دينار، ومن ذلك للخطيب بهذا الجامع أربعة وثمانون دينارا، ومن ذلك لثمن ألف ذراع حصر عبدانية تكون عدة له بحيث لا ينقطع من حصره عند الحاجة إلى ذلك، ومن ذلك لثمن ثلاثة عشر ألف ذراع حصر مظفورة لكسوة هذا الجامع في كل سنة عند الحاجة إليها مائة دينار واحدة وثمانية دنانير، ومن ذلك لثمن ثلاثة قناطير زجاج وفراخها اثنا عشر دينارا ونصف وربع دينار، ومن ذلك لثمن عود هندي للبخور في شهر رمضان وأيام الجمع مع ثمن الكافور والمسك وأجرة الصانع خمسة عشر دينارا، ومن ذلك لنصف قنطار شمع بالفلفلي سبعة دنانير، ومن ذلك لكنس هذا الجامع ونقل التراب وخياطة الحصر وثمن الخيط وأجرة

الصفحة 45