كتاب الأزهر في ألف عام (اسم الجزء: 1)

فرص عدة، ففي سنة 378 ه‍ جدد فيه العزيز باللّه أشياء، ثم جدده ولده الحاكم بأمر اللّه وزوده بمجموعة من التنانير الفضية، ورتب له في سنة 400 ه‍ مع بعض المنشآت الفاطمية الأخرى أوقافا ينفق من ريعها على إدارته وشؤونه، فكانت أول وقفية رتبت للجامع الأزهر. وقام الخليفة المستنصر باللّه أيضا بتجديد الأزهر، وجدده من بعده الحافظ لدين اللّه، وأنشأ فيه مما يلي الباب الغربي مقصورة عرفت بمقصورة فاطمة الزهراء. . . وفي عهد الملك الظاهر بيبرس، قام الأمير عز الدين أيدمر الحلى، نائب السلطة بعمارته وتجديده تجديدا شاملا، وكان الخراب قد تطرق اليه، فأنفق على عمارته وإصلاحه وتجميله أموالا عظيمة، وسعى في اعادة خطبة الجمعة اليه كما سنذكر، وفي سنة 702 ه‍ في عهد السلطان الملك الناصر وقعت بمصر زلزلة عظيمة، وسقطت منشآت عدة منها الجامع الأزهر، فقام أمراء الدولة على عمارة هذه المنشآت، وتولى عمارة الجامع الأزهر الأمير سلار، وأنشأ الأمير علاء الدين طيبرس نقيب الجيوش مدرسته التي عرفت باسمه «الطيبرسية» بجوار الجامع الأزهر من الجهة الغربية البحرية لتكون ملحقا له، وكمل بناءها في سنة 709 ه‍ وقرر بها درسا للشافعية، وبعد ذلك بقليل أنشأ الأمير علاء الدين أقبغا عبد الواحد، أستاذ دار الملك الناصر مدرسته المقابلة لها في الزاوية البحرية الغربية للجامع الأزهر، مكان دار الأمير عز الدين أيدمر الحلى وقد تم بناؤها عام 740 ه‍ وأنشأ بها دروسا للشافعية والحنفية وملجأ للصوفية.
وقد حجبت المدرستان الطيبرسية والأقبغاوية واجهة الجامع الأزهر الغربية وما زالتا قائمتين في مكانهما إلى اليوم. وفي سنة 725 ه‍ قام بتجديد الجامع الأزهر وعمارته القاضي نجم الدين محتسب القاهرة، ثم جددت عمارته سنة إحدى وستين وسبعمائة في عهد السلطان الملك الناصر حسن على يد الأمير سعد الدين بشير الجامدار، وكان يسكن على مقربة من الأزهر، فاستأذن السلطان في إصلاحه وقام فيه بعمارة شاملة، وأنشأ فيه دروسا جديدة للفقه الحنفي، ورتب لطلابه أطعمة توزع عليهم كل يوم،

الصفحة 72