الدولة عمارة الجوامع، فتولى الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير عمارة الجامع الحاكمي، وتولى الأمير سيف الدين بكشمر الجوكندار عمارة جامع الصالح، وتولى الأمير سلار عمارة الجامع الأزهر، فجددوا مبانيها وأعادوا ما تهدم منها. . وفي 709 بنيت فيه مدرسة الطيبرسية.
والأمير سلار كان من من مماليك الصالح علاء الدين بن المنصور قلاوون، واتصل بخدمة الأشرف وتوفي عام 710 ه.
وفي سنة 725 ه جددت عمارة الجامع الأزهر على يد القاضي نجم الدين محمد بن حسين بن علي الاسعردي محتسب القاهرة. . . ثم في سنة 740 أنشئت الأقبغاوية التي هي محل المكتبة الأزهرية الآن، وفي سنة 744 تممت الجوهرية.
وفي سنة 761 جددت عمارة الأزهر عندما سكن الأمير الطواشي سعد الدين بشير الجمدار الناصري في دار الأمير فخر الدين ابان الزاهري الصالحي النجمي بخط الأبارين بجوار الجامع الأزهر بعدما هدمها وعمر داره التي تعرف في ذاك الوقت بدار بشير الجمدار، وأحب لقربه من الجامع الأزهر أن يؤثر فيه أثرا صالحا، فاستأذن السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون في عمارته وكان خصيصا به، فأذن له في ذلك وكان قد استجد بالجامع عدة مقاصير ووضعت فيه صناديق وخزائن حتى ضيقته، فأخرج الخزائن والصناديق ونزع تلك المقاصير وتتبع جدرانه وسقوفه بالإصلاح، حتى عادت كأنها جديدة، وبيض الجامع كله وبلطه، ومنع الناس من المرور فيه ورتب فيه مصحفا وجعل له قارئا، وأنشأ على باب الجامع القبلي حانوتا لسبيل الماء العذب في كل يوم وعمل فوقه مدرسة لإقراء أيتام المسلمين كتاب اللّه العزيز ورتب للفقراء المجاورين طعاما يطبخ كل يوم. وأنزل إليه قدورا من نحاس جعلها فيه ورتب فيه دروسا للفقهاء من الحنفية يجلس مدرسهم لإلقاء الفقه في المحراب ووقف على ذلك أوقافا جليلة.