كتاب شرح أبيات سيبويه (اسم الجزء: 1)

خبر كأن، والوحشية: بقرة، أراد على بقرة وحشية. يقول: كأن نسوع رحلي حين شددت بها راحلتي قد شددتها على بقرة وحيشة، يعني أن راحلته تسرع في سيرها كما تسرع في سيرها كما تسرع البقرة الوحشية في عدوها.
ومعنى خذلت: تأخرت عن جماعة البقر، والخلوج: التي اختلج منها ولدها، أخذ منها، فهي تعود تبتغي ولدها فصادفت السباع قد أكلته، وإنما ذكر أنها خذلت وأنها تبتغي ولدها؛ ليعظم أمر عدوها واجتهادها في شدته، لأنها تعدو حتى تدرك ولدها. والطلا ولد الظبية والبقرة، والفيقة اجتماع اللبن. يريد أنه لما اجتمع اللبن؛ طلبت ولدها لترضعه بما اجتمع منه.

المصدر المعرف بأل - وقوعه حالا
قال سيبويه وهذا ما جاء منه في الألف واللام يريد ما جاء من هذا الباب، يعني باب المصادر التي تقع أحوالا وذلك قولك: أرسلها العراك قال لبيد:
رَفَعنَ سُرادِقا في يومِ ريحٍ ... يُصَفَّقُ بينَ مَيْلٍ واعْتِدالِ
(فأَورَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها ... ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِخالِ)
وصف حمير وحش تعدو إلى الماء، فقد أثارت غبارا كأنه سرادق، ويصفق:

الصفحة 16