كتاب شرح أبيات سيبويه (اسم الجزء: 1)

أراد يا بجيلة، فرخم ترخيما بعد ترخيم. وهذا الشعر يوضح ما ذهب إليه سيبويه.

في تعليل نصب (يا شاعرا) وهو مقصود
قال سيبويه في الاختصاص: وسألت الخليل ويونس عن نصب قول الصلتان العبدي:
(أيا شاعرا ألا شاعرَ - اليومَ - مثله ... جريرٌ، ولكنْ في كُليبٍ تواضُعُ)
فزعما إنه غير منادى إنما انتصب على إضمار يعني أن المنادى محذوف والناصب لـ (شاعرا) محذوف، وقوله: يا قائل الشعر ليس بقصد به إلى واحد بعينه، كأنه قال: يا قائلا الشعر عليك شاعرا لا شاعر اليوم مثله. ويجوز أن
تقدر: يا قائل الشعر حسبك بجرير شاعرا. ويجوز أن يكون: شاعرا منادى، ويكون على لفظ المنادى المنكور وإن كان يقصد به قصد واحد بعينه في المعنى.
وهو كقول الآخر:
يا كَنّةً ما أنتِ غيرُ لئيمةٍ ... بيضاءُ مثلُ الروضةٍ المحِلالِ
وهو يقصد في المعنى إلى كنة بعينها. ومثله:
يا رَخَماً قاظَ على يَنْخوبِ

الصفحة 398