كتاب الترغيب والترهيب لقوام السنة (اسم الجزء: 1)

1027- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني؛ أنبأنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن زياد؛ ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، ثنا وهب بن جرير، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد عن ابن عباس –رضي الله عنهما-:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته} فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا. أفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه؟)) .
1028- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور؛ أنبأ حمزة بن عبد العزيز؛ ثنا علي بن بندار الصيرفي، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن؛ ثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي؛ ثنا محمد بن حرب قال: حدثني الزبيدي، عن سليم بن عامر الخبائري عن فرات البهراني، عن أبي عامر –رضي الله عنه-:
((أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أهل النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سألت عن عظيم؟ كل شديد قعبري، فقال: وما القعبري يا رسول الله؟ قال: الشديد على الأهل، الشديد على العشيرة الشديد على الصاحب. قال: من أهل الجنة؟ قال: سبحان الله لقد سألت عن عظيم: كل ضعيف مزهد)) .
المزهد: القليل المال.
1029- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه؛ ثنا دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، ثنا الحكم بن مروان، ثنا سلام الطويل، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عدي بن عدي قال: قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: -[557]- ((أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن يأتيه فيه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، مالي أراك متغير اللون؟ فقال: إني لم آتك حتى أمر الله بنفخ النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم قال: إن الله أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها. وقال: والذي بعثني لو أن حلقة من حلق السلسلة التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأذابتها؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل يبكي. فقال: يا جبريل تبكي وأنت من الله بالمكان الذي أنت به منه؛ قال: وما يمنعني أن أبكي، وأنا لا أدري لعلي أكون في علم الله على غير هذه الحال، وقد كان إبليس مع الملائكة وقد كان هارون وماروت من الملائكة، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يبكي وجبريل –عليه السلام- حتى نوديا: يا محمد ويا جبريل: إن الله قد آمنكما أن تعصياه. قال فارتفع جبريل –عليه السلام- فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من أصحابه يتحدثون ويضحكون. فقال:
تضحكون وجهنم من ورائكم؟! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الصعابات تجأرون إلى الله –فأوحى الله إلى محمد إني بعثتك مبشراً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا وسددوا وقاربوا)) .
هذا حديث حسن وإسناده جيد.

الصفحة 556