كتاب جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة الأولى
وحكمه، وعندما يعرف أن ما نُشِر لشيخ الإسلام في هذا الباب شيءٌ قليلٌ (1)، يُدرك أهمية هذه المجموعة الجديدة من الرسائل والفتاوى، التي كانت عمدةً لتلميذه العلامة ابن قيم الجوزية (2) وغيره ممن تكلم في هذا الموضوع.
وتفيدنا هذه الرسائل في توضيح اختيارات شيخ الإسلام (3) في موضوع الطلاق، التي خالف فيها مذاهب الأئمة الأربعة والمشهور من أقوالهم، وقد نُسِب الشيخُ فيها إلى مخالفة الإجماع، لندور القائل بها وخفائه على كثير من الناس، ولحكاية الإجماع على خلافها، وجرى له بسبب الإفتاء بها مِحَنٌ وقلاقل في حياته. ومن اختياراته المشهورة في هذا الباب: قوله بالتكفير في الحلف بالطلاق، وإن الطلاق الثلاث جملةً لا يقع إلا واحدة، وإن الطلاق المحرَّم لا يقع، وله في ذلك مصنّفات ومؤلفات كثيرة ذكر المترجمون له عناوين بعضها، وهي:
__________
(1) ضمن "مجموعة الفتاوى الكبرى" (3/ 2 - 79) و"مجموع الفتاوى" (المجلد الثالث والثلاثين).
(2) في "إغاثة اللهفان" (1/ 283 - 338) و"إعلام الموقعين" (3/ 41 - 62،287 - 288) و"زاد المعاد" (5/ 220 - 248) و"الطرق الحكمية" (ص 16 - 17).
(3) انظر لهذه الاختيارات: "العقود الدرية" 322 - 325 (وعنه بدون ذكر المصدر في "مجموعة الفتاوى الكبرى" 3/ 79 - 80)؛ و"رسالة في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية" لبرهان الدين إبراهيم بن محمد ابن قيم الجوزية" و"اختيارات شيخ الاسلام" لابن عبد الهادي (مخطوطة)؛ و"اختيارات ابن تيمية" لصلاح الدين العلائي (مخطوطة)؛ و"ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب (2/ 404 - 405)، و"شذرات الذهب" لابن العماد 6/ 84 - 85 "وعنه في "جلاء العينين" 284 - 285)، و"مجموع المنقور" 1/ 49 - 50؛ ونظم اختيارات شيخ الإسلام لسليمان بن سحمان، ضمن "ملتقى الأنهار من منتقى الأشعار" ص 134 - 148.
الصفحة 8
424