كتاب آثار ابن باديس (اسم الجزء: 1)

الفرنسية إلى عاصمة الجزائر في سنة 1898م فدرس في المدرسة الثعالبية (1) التي تم بناؤها سنة 1903 وابتدأت فيها الدراسة سنة 1905 وقد أعجب الناس بطريقته في التدريس وأشربوا حبه لصدق لهجته، وصفاء سريرته، ولوقع تعاليمه في القلوب التي يخاطبها ويربيها واستطاع بذلك أن ينفذ إلى أرواح الطلبة وأن يؤثر فيهم.
توفي بمدينة قسنطينة (2) في شهر ذي القعدة سنة 1332هـ (1913م) ولقد ترك الشيخ عبد القادر المجاوي من يواصل الرسالة الإصلاحية من بعده ممن أخذ عنه وتتلمذ عليه أمثال الشيخ حمدان لونيسي نزيل المدينة المنورة ودفينها وهو أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس المصلح الكبير، والشيخ أحمد لحبيباتي، والشيخ المولود بن الموهوب مفتي قسنطينة المالكي.
ومن غريب المصادفات أنه في السنة نفسها التي توفي فيها عبد القادر المجاوي ابتدأ عبد الحميد بن باديس حركته التعليمية بمدينة قسنطينة، فاتصلت حلقات الإصلاح متطورةً إلى مرحلة القوة والنضج.
كان عبد القادر المجاوي مصلحاً تقليدياً سلفياً، لم يأت بجديد سوى مقاومة البدع، وإشعار المجتمع بساعة الخطر، وقد لاقى في
__________
(1) التقويم الجزائري السنة الأولى (1911م) ص 4 ونهضة الجزائر ج 1 ص 96 وابن شنب كتب أن ذلك كان بتاريخ 1295هـ (1879م) وفي تعريف الخلف أنه كان في سنة 1292هـ (1876م)
(2) كتب سعد الدين بن أبي شنب أنه توفي في سنة 1350هـ (1931م) والواقع أن هذا التاريخ هو تاريخ وفاة ابنه مصطفى كما هو مكتوب على قبره بمقبرة سيدي عبد الرحمن الثعالبي وهو كما يلي:- هذا قبر المرحوم المجاوي مصطفى بن المرحوم العلامة سيدي عبد القادر ابن عبد الله المتوفى يوم السبت 11 جمادى 2 - 1350هـ- 24 أكتوبر (1931م) ودفنت هناك أيضاً ابنة مصطفى المجاوي زليخة المتوفاة في 3 أفريل سنة 1951م وعمرها سبعون عاما أنظر بحث ابن شنب ص 51.

الصفحة 24