كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 1)
أخبرنى ابن عرفة عن ثعلب: قدرت الثّوب خفيفا من التّقدير، فأمّا قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى} (¬١) فإن الكسائى وحده خفّف، ومعناه:
قدّر فهدى أى: هدى الذّكر كيف يأتى الأنثى من كلّ حيوان. وقال الفرّاء (¬٢) : فيما حدّثنى عنه ابن مجاهد عن السّمّرىّ عن الفراء والذى قدّر فهدى وأضلّ، فحذف وأضلّ لدلالة المعنى عليه، ولتوافق (¬٣) رءوس الآى كما قال (¬٤) : {سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أراد: الحرّ والبرد فاكتفى، وقال الشاعر (¬٥) :
وما أدرى إذا يمّمت وجها ... أريد الخير أيّهما يلينى
أراد: الخير والشرّ، لأنّه قال فى البيت الثانى:
أالخير الّذى أنا أتّبعه (¬٦) ...
أم الشّرّ الّذى لا يأتلينى
---------------
(¬١) سورة الأعلى آية ٣.
(¬٢) معانى القرآن: ٣/ ٢٥٦.
وسيذكره المؤلف فى موضعه من سورة الأعلى كما ذكره فى إعراب ثلاثين سورة: ٥٥.
(¬٣) فى الأصل: «ولتوفاق».
(¬٤) سورة النحل: آية ٨١.
(¬٥) أنشدهما المؤلف فى كتاب ليس: ٣٤٣، وهما للمثقب العبديّ فى ديوانه: ٢١٢، ٢١٣ ورواية المؤلف فى ليس.
* أم الشرّ الّذى هو يبتغينى*
وهو من قصيدة فى المفضليات وغيرهما أولها:
أقاطم قبل بينّ ك متّعينى ... ومنعك ما سألتك أن تبينى
وقد خرجها محقق الديوان تخريجا حسنا. رحمه الله وأثابه.
(¬٦) يروى: «أبتغيه» ورسمها الناسخ: «اتبغيه».