كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 1)

بإسكان الذى فى (الطّور) (¬١) وتثقيل ما عدا ذلك، فمن قال: كسفا جعله جمع كسفة مثل قطعة وقطع، ومن قال: كسفا فيكون جمع كسفة مثل تمرة وتمر وبسرة وبسر.
قال أبو عبيد وغيره: يكون مصدرا إذا سكّنت.
وحدّثنى ابن مجاهد قال: حدّثنا محمّد بن هارون عن الفرّاء قال (¬٢):
رأيت أعرابيا فى طريق مكّة يسأل بزازا فقال: أعطنى كسفة أرقع بها قميصى.

٢٣ - وقوله تعالى: {قُلْ سُبْحانَ رَبِّي} [٩٣] /.
قرأ ابن كثير وابن عامر «قال سبحان» على الخبر، وكذلك فى مصحف أهل مكّة والشّام.
والباقون على الأمر، قل يا محمّد: تنزيها لله مما ادّعاه هؤلاء الكفرة من أنّ لله ولدا.

٢٤ - وقوله تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ} [١٠٢].
قرأ الكسائىّ وحده: «لقد علمتُ» بالضم.
وقرأ الباقون: {لَقَدْ عَلِمْتَ} بالفتح.
فإن سأل سائل: لم جاز فى آية واحدة أن يختلف فيها هذا الاختلاف؟
فالجواب فى ذلك: أن الاختلاف فى القرآن على ضربين؛ اختلاف تغاير، وليس ذلك الكلام-بحمد الله-[موجودا فى القرآن].وإنّما قال موسى عليه السلام لفرعون لما كذّبه ونسبه إلى أنّه ساحر: لقد علمت يا فرعون أن الذى
---------------
(¬١) الآية: ٥٤.
(¬٢) معانى القرآن: ٢/ ١٣١.

الصفحة 383