كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 1)

قال أبو عبيد: وحدّثنى يزيد عن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبى حاضر وابن حاضر قال: سمعت ابن عبّاس يقول (¬١) : كنت عند معاوية فقرأ «تغرب فى عين حامية» فقلت: ما نقرؤها إلاّ {حَمِئَةٍ} فقال لعبد الله ابن عمرو بن العاص كيف تقرؤها؟ قال: كما قرأتها يا أمير المؤمنين فقلت: فى بيتى نزل القرآن! فأرسل معاوية إلى كعب: أين تجد الشّمس تغرب فى التّوراة؟ فقال: أمّا العربيّة فأنتم أعلم بها/وأمّا أنا فأجد الشّمس فى التّوراة تغرب فى ماء وطين.
وحدّثنى ابن مجاهد عن السّمّرىّ عن الفرّاء، قال (¬٢) : حدّثنا حيّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس أنه قرأ: {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}.وقال: فى ماء وطين، والعرب تقول: حمأت البئر: أخرجت منها الحمأة، وأحمأتها: ألقيت فيها الحمأة، وحميت هى: صار فيها الحمأة.
وأمّا قولهم: هذا حمو فلان ففيه أربع لغات (¬٣) : حمؤ وحمو وحما وحم قال الشّاعر (¬٤) :
هى ما كنّتى وتز ... عم أنّى لها حمو
---------------
(¬١) تفسير القرطبى: ١١/ ٤٩.
(¬٢) معانى القرآن: ٢/ ١٥٨، وبعده قال: «تغرب فى عين سوداء».
(¬٣) قال الجوهرى فى الصحاح: (حمو): «وفيه أربع لغات (حما) مثل قفا وحمو مثل أبو وحم مثل أب وحمء ساكنة الميم مهموزة عن الفراء».
(¬٤) جاء فى اللّسان (حما) قال ابن برّى: هو لفقيد ثقيف ... قال: وقبل البيت:
أيّها الجيرة اسلموا ... وقفوا كي تكلّموا
خرجت مزنة من البح ... ر ريّا تجمجم
هى ما كنّتى ...... ... .......
وينظر: التهذيب: ٥/ ٢٧٢، والصحاح والتاج (حما).

الصفحة 413