كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 1)
وكان أبو عمرو والكسائى رضي الله عنهما نحويين. وكان عاصم أفصح بيانا. كان إذا تكلّم يكاد تدخله خيلاء (¬١) .وكان مرض سنتين فلمّا نقه (¬٢) من علته قام فما أخطأ حرفا.
قال أبو عبد الله-رحمه الله-: وحدّثنى أبو بكر بن مجاهد-رحمه الله -قال: حدّثنا ابن شاكر، قال: حدّثنى يحيى بن آدم، عن أبى بكر بن عيّاش، عن عاصم، أنه كان يقرأ بالهمز والمدّ والقراءة الشّديدة، وكان لا يرى الإمالة والإدغام، وكانت قراءة حمزة بهما.
وذهب حمزة-كما حدّثنى به ابن مجاهد-قال: حدّثنا عبد الله بن محمد قال: حدّثنا منصور بن أبى مزاحم، قال: حدّثنا سليمان بن أرقم عن الزّهري عن سالم عن أبيه قال: «نزل القرآن بالتّحقيق».
قال: حدّثنا البزّىّ قال: حدّثنا أبو حذيفة/عن شبل عن ابن أبى بحر عن مجاهد فى قوله (¬٣) : {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} قال: ترسّل فيه ترسّلا.
قال: وحدّثنا عبّاس الدّوريّ، قال: حدّثنا إسحاق بن منصور قال:
---------------
(¬١) جاء فى معرفة القرّاء: ١/ ٩٠ «وقال يحيى بن آدم: حدّثنا حسن بن صالح، قال: ما رأيت أحدا قط كان أفصح من عاصم بن أبى النجّود، إذا تكلم كاد يدخله خيلاء».
(¬٢) نقه: شفي من مرضه، جاء فى الصّحاح للجوهرى: ٦/ ٢٢٥٣ (نقه) «نقه من مرضه- بالكسر- نقها مثل تعب تعبا، وكذلك نقه نقوها مثل كلح كلوحا فهو ناقة: إذا صحّ وهو عقب علته، والجمع: نقّه، وأنقهه الله ... ».
(¬٣) سورة المزمّل: آية: ٤.
ولم يرد تفسير هذه الآية فى تفسير مجاهد، وينظر: تفسير الطبرى: ٢٩/ ١٢٧، وفضائل القرآن لأبى عبيد: ٨٨ (رسالة).
الصفحة 5
424