كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 1)

«وأصْحَبُ المشأمة» (¬١) يقف «المشمة»، وإنما يفعل ذلك اتّباعا للمصحف: لأن {الْمَشْئَمَةِ} كتب في المصحف بغير ألف و {مَوْئِلاً} بغير ياء، والدّليل على ذلك أنه يقف منهن جرّا بغير واو. ويقف {هُزُواً} (¬٢) و {كُفُواً} (¬٣) بواو؛ لأنّها كذلك كتبت فى المصحف.
وروى ورش عن نافع بترك الهمزات الساكنات والمتحركات وحجّته في ذلك: أن الهمزة المتحركة أثقل من الهمزة الساكنة، وكان يقرأ: «ويوخِّرْكم إلى أجل» (¬٤) و «يودّهي إليك» (¬٥) وكان ينقل حركات الهمزات إلى الساكن قبلها وكان يقرأ «قَد افلح» (¬٦) يريد: {قَدْ أَفْلَحَ}، وكذلك: «فلن يقبل من أحدهم مل الأرض» أنشدني ابن عرفة شاهدا لورش (¬٧) :
تضوّع مسكا بطن نعمان أن مشت ... به زينب فى نسوة عطرات
ولمّا رأت ركب النّميريّ أعرضت ... وكنّ من ان يلقينه حذرات
---------------
(¬١) سورة الواقعة: آية: ٩.
(¬٢) سورة الكهف: آية: ١٠٦.
(¬٣) سورة الإخلاص: آية: ٤.
(¬٤) سورة إبراهيم: آية: ١٠.
(¬٥) سورة آل عمران: آية: ٧٥.
(¬٦) سورة المؤمنون: آية: ١.
(¬٧) هذان البيتان لمحمد بن عبد الله بن نمير الثقفيّ، شاعر أموى له أخبار وأشعار جمعها الدكتور نورى حمّودى القيسىّ ونشرها فى القسم الثالث من شعراء أمويون: ١٠٨ - ١٣٤.
أخباره فى الأغانى: ٦/ ١٢ (بولاق).
ونعمان المذكور: هو واد معروف مشهور بهذه التّسمية حتى يومنا هذا بين مكة والطائف.
وزينب: هى أخت الحجاج بن يوسف الثقفى. (أخبار النّساء: ٢٤) والمعارف: ٣٩٦.
والبيتان فى شعره: ١٢٤، ١٢٥ غير متوالين وفى الأصل: «اعترضت».

الصفحة 57