كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: تقديم)

¬إلا أننى رأيت فى كتاب «حجّة القراءات» لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة المقرئ تشابها ظاهرا بينه وبين كتاب ابن خالويه من حيث عرض القراءات وتوجيهها والكلام عليها والحجة لها.
وابن زنجلة المذكور معاصر لابن خالويه، وهو فى درجة تلاميذه ولم أجد ما يدلّ على أنّه لقيه، أو اجتمع به، أو كاتبه، ولعلّه أصبح فى حكم المؤكد أنه أطلع على كتابه (إعراب القراءات) وأفاد منه وإن كان ابن خالويه لم يذكر فى كتاب أبى زرعة.
ويظهر أنّ أبا حيّان الأندلسيّ اطّلع على كتاب ابن خالويه وأفاد منه فقد خرجت بعض القراءات والتوجيهات التى ذكرها المؤلف من البحر المحيط‍، ونصّ على أنها من كلام ابن خالويه، ولكن لم ينصّ على أنها من هذا الكتاب، والله تعالى أعلم.

٦ - نسبة الكتاب إلى ابن خالويه:
نسبة هذا الكتاب إلى ابن خالويه واضحة جلية، فكل ما فى هذا الكتاب من معلومات وأخبار وأسانيد يشهد بصحة هذه النسبة، فقد ذكر فى أسانيده أسماء شيوخه الذى ذكروا فى ترجمته فى المصادر المختلفة منهم ابن مجاهد وابن الأنبارى، وابن دريد، وأبو عمر الزاهد
-كما أنه أحال إلى مؤلفاته فأكثر من ذلك، وأغلب هذه المؤلفات صحيحة النسبة إلى ابن خالويه منها كتاب «الشواذ» و «الألفات» و «البديع»
-وذكر اسمه صريحا فى بعض رءوس الفقرات التى يحتج فيها أو يدلل أو يرد (قال ابن خالويه، قال أبو عبد الله، قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه ... ) وهكذا.
-هذا الكتاب يتفق مع منهج ابن خالويه وأسلوبه فى مؤلفاته حيث إنّه يميل إلى محاوله الحصر والاستقصاء فى ذكر المترادفات أو المشترك اللفظى.

الصفحة 103