كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: تقديم)

¬وروايته (¬١) فى مجالس ومنتديات آل حمدان، وكان آل حمدان يكرمونه، ويدرسون عليه، ويقتبسون منه (¬٢) ونفق سوقه بحلب على حدّ قول الحافظ‍ ابن حجر-رحمة الله عليه (¬٣) -.
ومع محبته للعلم، وجهده فى تحصيله، وسماعه على العلماء، وعلوّ إسناده فى القراءات؛ لأنّه الآخذ المكثر عن ابن مجاهد ... وغيره كان عسير التّحديث والإسماع، فقد روى السّيوطى عن أبي عمرو الدّانى قال: «سمعت فارس بن أحمد يقول: لم يكن ابن خالويه يمكّن أحدا من أخذ القراءة عليه، وقد كلّمه صديق له ليأخذ عنه ابنه فأبى، فلما كان بعد مدّة دخل عليه ابن صديقه فقال له: أقرأ فأخذ عليه من سورة (المزّمّل) إلى آخر القرآن على قراءة ابن كثير، ثم قال له: قم فافخر على أهل حلب، وقل: قرأت على ابن خالويه».
فيظهر أنّ ابن خالويه شغل أغلب وقته فى التأليف والمطالعة، فكثير من مصنفاته وبحوثه يغلب عليها طابع التتبع والاستقراء، وهذا يلزمه المطالعة المستديمة فى الكتب. ومع هذا اشتهر جماعة بالأخذ عنه، وتميزوا بالسّماع عليه، وأصبح منهم من كبار الأدباء والشعراء والكتّاب والنّحاة واللّغويين.
وذكروا فى ترجمة شيخ العربية أبى العلاء المعرى (ت ٤٤٩ هـ‍) -على جلالة قدره- «أنه قيّد اللّغة على أصحاب ابن خالويه» (¬٤) .
قال القفطىّ (¬٥) : «ولما كبر أبو العلاء ووصل إلى سنّ الطلب أخذ العربيّة عن قوم من بلده كبنى كوثر أو من يجرى مجراهم من أصحاب ابن خالويه» وذكر ياقوت
---------------
(¬١) تحفة الأديب: ١/ ١٧١.
(¬٢) وفيات الأعيان: ٢/ ١٧٨.
(¬٣) لسان الميزان: ٢/ ٢٦٧.
(¬٤) تحفة الأديب: ١/ ١٧١.
(¬٥) إنباه الرواه: ١/ ٤٩.

الصفحة 36