كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: تقديم)

¬فالجواب فى ذلك كالجواب فيما سلف؛ لأنّ هؤلاء-وإن كانوا أئمة-فربما لم يأخذوا أنفسهم بالاحتجاج لكل من يروى عن هؤلاء السّبعة كعناية غيرهم به، وسترى الاحتجاج لحمزة وجميع ما يلحن فيه ولا قوة إلا بالله».
ودافع عن حمزة خاصّة فقال (¬١) : «وأمّا حمزة فإنّ أكثر النحويين يلحنونه وليس لاحنا عندنا» وقال (¬٢) : «وقد نسب بعض من لا يعرف العربيّة واتساع العرب حمزة إلى اللّحن، وليس لاحنا لما أخبرتك».
وقال: «ومع ذلك فإن حمزة كان لا يقرأ حرفا إلا بأثر» وردّ على أبى عبيد لقاسم بن سلاّم فى تخطئته بعض القراءات قال: (¬٣) «وقرأ عاصم برواية أبى بكر وأبو عمرو وحمزة «نولّه» ... و «نصله» بالإسكان.
قال أبو عبيد: من أسكن الهاء فقد أخطأ؛ لأنّ الهاء اسم، والأسماء لا تجزم.
قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه رضى الله عنه: ليس ذلك غلطا؛ وذلك أن الهاء لما اتصلت بالفعل فصارت معه كالشئ الواحد خفّفوها بالإسكان، وليس كل سكون جزما، والدّليل على ذلك أنّ أبا عمرو قرأ: «وهو خادِعهُم» فاسكن تخفيفا».
كما ردّ على المبرّد فى تلحينه حمزة والكسائى فى خفض آيات من قوله تعالى:
{وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ}.
قال: (¬٤) «قال المبرّد: هو لحنّ عندى؛ لأنّه عطف على عاملين «إنّ» و «فى».وكان الأخفش يرى العطف على عاملين فيقول: مررت بزيد فى الدار والحجرة عمرو واحتج بقول الشاعر:
---------------
(¬١) إعراب القراءات: ١/ ٣٣٥.
(¬٢) إعراب القراءات: ٢/ ٢٢٧.
(¬٣) إعراب القراءات: ١/ ١١٥.
(¬٤) إعراب القراءات: ٢/ ٣١١.

الصفحة 97