كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
ذكر ابن عبد البر أن عبد الرحمن بن القاسم روى عن مالك أنه قال:يزيد وتوقف فى النقصان، والرواية الأخرى رواية عبد الرازق ومعمر بن عيسى وابن نافع وابن وهب أنه يزيد وينقص «1».
وقد تأول ابن بطال توقف مالك فى إطلاق النقص بالنسبة للتصديق وقال:
«إذ لا يجوز نقصان التصديق لأنه إذا نقص صار شكا».
ثم ذكر وجها آخر حيث قال: وقال بعضهم إنما توقف مالك عن القول بنقصان الإيمان خشية أن يتأول عليه موافقة الخوارج الذين يكفرون أهل المعاصى من المؤمنين بالذنوب «2».
ولشيخ الإسلام ابن تيمية تعليل آخر حيث يقول:
وكان بعض الفقهاء من أتباع التابعين لم يوافقوا فى إطلاق النقصان عليه لأنهم وجدوا ذكر الزيادة فى القرآن، ولم يجدوا ذكر النقص، وهذه إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه، وهو المشهور عند أصحابه كقول سائرهم:
أنه يزيد وينقص «3».
قال النووى وقد قال مالك بنقصان الإيمان مثل جماعة أهل السنة.
قال عبد الرازق سمعت من أدركت من شيوخنا وأصحابنا سفيان الثورى ومالك بن أنس وعبيد اللّه بن عمر والأوزاعى ومعمر بن راشد وابن جريج وسفيان ابن عيينة يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وهذا قول ابن مسعود وحذيفة والنخعى والحسن البصرى وعطاء وطاوس ومجاهد وعبد اللّه بن المبارك «4».
وفى ختام الكلام حول زيادة الإيمان ونقصه أعرض بإيجاز أقوال بعض الفرق فى الزيادة والنقص.
___________
(1) التمهيد: 9/ 252.
(2) مسلم بشرح النووى: 1/ 146.
(3) مجموع الفتاوى: 7/ 506
(4) مسلم بشرح النووى: 1/ 146.
