كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
«مسألة فى المعرفة هل تزيد أو تنقص، نقل يعقوب بن بختان أنها لا تزيد ولا تنقص، ونقل المروزي: تتفاضل وتزيد وتنقص. وعندى أن المسألة ليست على روايتين وإنما هى على اختلاف حالين فالموضع الّذي قال لا تزيد ولا تنقص يعنى به نفس المعرفة لأن المعرفة هى معرفة المعلوم على ما هو به وذلك لا يختلف بحال والموضع الّذي قال: تزيد وتنقص يعنى بالزيادة فى معرفة الأدلة وذلك قد يزيد وينقص فمنهم من يعرف الشيء من جهة واحدة ومنهم من يعرفه من جهات كثيرة» اه.
ويقول فى كتابه مختصر المعتمد «1»: «و المعرفة تزيد وتنقص قال أحمد رحمه اللّه فى رواية المروزي فى معرفة القلب يتفاضل ويزيد: «و الوجه فيه أن من الناس من يعرف مخبرات اللّه تعالى مفصلة ومنهم من يعرفها مجملة فمن عرفها مجملة، فإذا عرف تفصيلها ازداد علمه وتصديقه». اه.
فالمعرفة بوجود اللّه عز وجل مثلا أصل ثابت. فهذا ونحوه هو ما عناه- واللّه أعلم- الإمام أحمد بقوله إن المعرفة لا تزيد ولا تنقص. أما ما ينتج عن المعرفة فيزيد وينقص وهو أمر محسوس مسلم به معلوم بالضرورة وهو ما عناه الإمام أحمد بالزيادة والنقص يوضح ذلك ما جاء فى رواية المروزي قيل له الحجاج ابن يوسف نقول إيمانه مثل إيمان النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: لا، قيل:
فيكون إيمانه مثل إيمان أبى بكر، قال: لا وفى رواية صالح المتقدمة نقل قول وكيع على وجه الإقرار فقال: وقد كان وكيع قال: ترى إيمان الحجاج مثل إيمان أبى بكر وعمر رحمهما اللّه.
يقول الحافظ ابن مندة: «و العباد يتفاضلون فى الإيمان على قدر تعظيم اللّه فى القلوب والإجلال له والمراقبة للّه فى السر والعلانية» «2». اه.
وينقل ابن حجر عن الشيخ محيى الدين النووى قوله: «و الأظهر المختار أن التصديق يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الأدلة ولهذا كان إيمان الصديق
___________
(1) انظر: ص 30.
(2) الإيمان: 1/ 300