كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

وقال أبو عبيد بن سلام: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل ... وكان أحمد أفقههم فيه «1».
وقال أبو زرعة لعبد اللّه بن أحمد: أبوك يحفظ ألف ألف حديث «2». ا ه.
وقد كان- رحمه اللّه تعالى- من أئمة الجرح والتعديل وقوله فى الرجال له مكانته ووزنه. وقد كانت إمامته فى الحديث أمرا متفقا عليه، لكن الغريب ما زعمه البعض من أن الإمام أحمد لا يعد فقيها وإنما هو محدث «3». وأقول: لا ينكر توجه الإمام أحمد إلى الحديث واهتمامه به إلا أن هذا لا يعنى أنه اقتصر عليه بل كان هذا التوجه إلى هذا العلم الشريف هو ما جعل منه فقيها كبيرا، فقد كان يعتمد على الحديث فى مسائل الفقه، وما بين أيدينا من فقه الإمام أحمد خير شاهد على هذا، فلا يلتفت إلى هذه المقولة الباطلة. وقد تقدم آنفا قول الإمام الشافعى وأبى عبيد وهناك نقول عن علماء كبار تشهد له بالإمامة فى الفقه «4».
قال ابن عقيل: ومن عجيب ما تسمعه عن هؤلاء الأحداث الجهال:
أنهم يقولون: أحمد ليس بفقيه لكنه محدث، وهذا غاية الجهل لأنه قد خرج عنه اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم، وخرج عنه من دقيق الفقه ما ليس نراه بأحد منهم «5».
شيوخه:-
ذكر ابن الجوزى جملة كبيرة من مشايخه الذين روى عنهم، وهم كثر من أبرزهم: هشيم وسفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد ووكيع وأبو معاوية الضرير وعبد الرحمن بن مهدى والشافعى وعبد الرزاق وعفان وأبو نعيم وعبد اللّه بن نمير «6».
___________
(1) المصدر السابق: 1/ 5 - 6، وسير أعلام النبلاء: 11/ 196.
(2) سير أعلام النبلاء: 11/ 187.
(3) انظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص: 16.
(4) انظر: ت/ بغداد: 4/ 419، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزى ص: 127.
(5) مناقب الإمام أحمد ص: 91 - 92.
(6) مناقب الإمام أحمد ص: 58 - 61، ت/ بغداد: 4/ 413، سير أعلام النبلاء:
11/ 180 - 181.

الصفحة 12