كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
ذكر بعض ما احتج به الإمام أحمد فى الاستثناء فى الإيمان
قال أبو بكر الخلال:
73 - أخبرنى محمد بن أبى هارون «1» أن حبيش بن سندى حدثهم فى هذه المسألة قال أبو عبد اللّه: قول النبي صلى اللّه عليه وسلم حين وقف على المقابر فقال وإنا إن شاء اللّه بكم لاحقون «2». وقد نعيت إليه نفسه أنه صائر إلى الموت. وفى قصة صاحب القبر: «عليه حييت وعليه تبعث إن شاء اللّه» «3» وفى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: إنى اختبأت دعوتى وهى نائلة إن شاء اللّه من لا يشرك باللّه شيئا» «4» وفى مسألة الرجل للنبى صلى اللّه عليه وسلم:
أحدنا يصبح جنبا يصوم .. فقال: «و اللّه إنى لأرجو أن أكون أخشاكم للّه» «5» وهذا كثير وأشباهه على اليقين ... ثم قال: قال اللّه عز وجل لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ «6» فقد علم تبارك وتعالى أنهم داخلون المسجد الحرام «7». اه.
74 - ونقل استشهاده بهذه الآية أيضا: محمد بن الحسن بن هارون وحرب الكرمانى وقال فى رواية حرب: لأنه لا بد داخلوه «8» ونحو ما تقدم نقل عن أبى عبد اللّه أبو بكر الأثرم «9» والفضل بن زياد «10».
___________
(1) هو محمد بن موسى تقدم، انظر ص: 15.
(2) أخرجه مسلم: 2/ 669 ح 974 من حديث عائشة رضى اللّه عنها، وأخرجه أيضا من حديث أبى هريرة: 1/ 218 ح: 249، وكذا أحمد 6/ 180، والنسائى 1/ 94، وأخرجه مسلم: 2/ 671 ح: 975، والنسائى 4/ 94 من حديث بريدة بن الحصيب.
(3) أخرجه ابن ماجه 2/ 1426 - وغيره- من حديث أبى هريرة.
(4) أخرجه مسلم: 1/ 188 ح: 334، و1/ 189 ح: 335 من حديث أبى هريرة.
(5) أخرجه مسلم 2/ 781 من حديث عائشة رضى اللّه عنها.
(6) سورة الفتح/ آية 27.
(7) السنة للخلال (ق 100).
(8) السنة للخلال (ق 100).
(9) نقلها ابن تيمية فى الإيمان ص: 241 من كتاب السنة للأثرم.
(10) انظر: الإبانة الكبرى لابن بطة: 2/ 759.