كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

قال شارح الطحاوية: «و قد ضل فى هذا الموضع خلائق من المشركين والصابئين والفلاسفة وغيرهم ممن ينكر علمه بالجزئيات أو بغير ذلك، فإن ذلك كله مما يدخل فى التكذيب بالقدر» «1». اه.
وثانيها: مرتبة الكتابة: ومقتضاها الإيمان بأن اللّه عز وجل قد كتب مقادير كل شيء. كما أخبر جل وعلا فى غير موضع من القرآن الكريم. حيث يقرن العلم والكتاب ويذكر الكتاب وحده أحيانا.
وسيأتى مزيد من الإيضاح حول هذه المرتبة عند الكلام عن الإيمان باللوح المحفوظ والقلم «2» وكذا تفصيل المرتبتين المتبقيتين وهما: الخلق والمشيئة عند الكلام عن «أفعال العباد».
قول الإمام أحمد فى أفعال العباد
قال أبو بكر الخلال:
119 - أخبرنى عصمة بن عصام «3» قال: حدثنا حنبل قال: سمعت أبا عبد اللّه قال: أفاعيل العباد مخلوقة وأفاعيل العباد بقضاء وقدر «4».
120 - (و قال) حنبل «5»: قال أبو عبد اللّه: الاستطاعة للّه والقوة ما شاء اللّه كان من ذلك وما لم يشأ لم يكن ليس كما يقول هؤلاء- يعنى المعتزلة- الاستطاعة إليهم «6».
___________
(1) شرح العقيدة الطحاوية ص: 305.
(2) انظره ص: 162.
(3) روى عنه الخلال جملة كبيرة من المسائل- عن أصحاب الإمام أحمد- فى كتابه هذا وكتبه الأخرى.
وقد ذكره الخطيب فى تاريخه 12/ 288 مبينا أنه يروى عن حنبل وعنه الخلال ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
(4) السنة (ق: 88/ ب).
(5) بالإسناد السابق.
(6) السنة (ق 91/ ب، ق: 92/ أ) وأخرجه ابن أبى يعلى فى طبقات الحنابلة: 1/ 145 من طريق آخر عن حنبل وفيه: ليس كما يقول المعتزلة.

الصفحة 147