كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

هذا بعض ما ذكره الشارح حول هذه المسألة وأود أن أذكر بما أشرت له سابقا نقلا عن الطحاوى: «القدر سر اللّه عز وجل». ا ه. فليس من الضرورى أن تعلم لنا جميع جزئياته فيجب الإيمان والتسليم بما جاء حول هذا الركن العظيم.
بقى أن أذكر- وبإيجاز- المرتبة الرابعة من مراتب الإيمان بالقدر وهى: مرتبة الخلق: ومقتضاها الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة للّه جل وعلا قال تعالى اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ. وأفعال العباد كما مر بنا داخلة فى عموم خلق اللّه، وبهذا سلط بعض الضوء على مراتب الإيمان بالقدر: العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق «1».
قول الإمام أحمد فى الجبرية
قال أبو بكر الخلال:
136 - أخبرنا أبو بكر المروزي قال: قلت لأبى عبد اللّه: رجل يقول: إن اللّه جبر العباد. فقال: هكذا لا تقول وأنكر هذا وقال: يضل من يشاء ويهدى من يشاء «2».
* نقل عن الإمام أحمد روايات بهذا المعنى:
137 - عبد الملك الميمونى قال: سمعت أبا عبد اللّه يناظر خالد بن خداش «3» - يعنى فى القدر- فذكروا رجلا فقال أبو عبد اللّه: إنما كره من هذا (أنه) يقول: جبر اللّه عز وجل «4».
___________
(1) ولمزيد من التفصيل حول هذه المراتب؛ راجع شفاء العليل لابن القيم ص: 29 - 64، ومجموع الفتاوى: 3/ 148 - 150.
(2) السنة (ق: 90/ أ) قال تعالى: ولَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ولكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ سورة النحل/ الآية 93.
(3) هو: خالد بن خداش، أبو الهيثم المهلبى قال عنه الذهبى: الإمام الحافظ الصدوق. سير أعلام النبلاء: 10/ 488، وفى التقريب: 1/ 212 قال ابن حجر: صدوق يخطئ.
(4) السنة للخلال (ق: 90/ أ).

الصفحة 157