كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
مقادير كل شيء فى اللوح المحفوظ. وقد دل القرآن الكريم والسنة المطهرة على ذلك يقول جل شأنه فى محكم التنزيل: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ «1» ويقول تبارك وتعالى فى قصة موسى عليه السلام مع فرعون: فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنْسى «2» ويقول سبحانه وتعالى: أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ والْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ «3» ويقول عز وجل: وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ ويَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ «4» وقال جل شأنه: وما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى ولا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ ولا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ «5»، وقال جل ذكره: وما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ ولا فِي السَّماءِ ولا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ ولا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ «6»
وقال تباركت أسماؤه: وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ «7» وهو اللوح المحفوظ وهو أم الكتاب وهو الذكر قال تعالى: حم والْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ «8» وقال جلت قدرته: ولَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ «9» هذه آيات الكتاب العزيز تدل على ما ذكرنا ونذكر الآن شيئا مما ورد عنه صلى اللّه عليه وسلم، روى مسلم «10» من حديث عبد اللّه بن عمرو
___________
(1) سورة البروج/ 21 - 22.
(2) سورة طه/ 51 - 52.
(3) سورة الحج/ 70.
(4) سورة الأنعام/ 59.
(5) سورة فاطر/ 11.
(6) سورة يونس/ 61.
(7) سورة يس/ 12.
(8) سورة الزخرف/ 1، 2، 3، 4.
(9) سورة الأنبياء/ 105.
(10) فى الصحيح: 4/ 2044.