كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
ما أثر عن الإمام أحمد فى الصلاة خلف القدرية ومجادلتهم.
143 - قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: سمعت أبى رحمه اللّه يقول: لا يصلى خلف القدرية والمعتزلة والجهمية. سألت أبى مرة أخرى عن الصلاة خلف القدرية. فقال: إن كان ممن يخاصم فيه ويدعو إليه لا نصلى خلفه «1».
144 - وقال أبو داود السجستانى: سمعت أحمد سئل عن القدرى يجادل؟ قال: ما يعجبنى، قال: لا يدعنى، قال: ذلك أحرى أن لا تكلمه إذا كان صاحب جدال «2».
145 - وقال الإمام أحمد فى رسالة عبدوس بن مالك: وأن لا يخاصم أحدا ولا يناظر ولا يتعلم الجدال، فإن الكلام فى القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهى عنه، لا يكون صاحبه- إن أصاب بكلامه السنة- من أهل السنة حتى يدع الجدال ويؤمن بالآثار.
وفى موضع آخر قال: ... وما كان مثله فى القدر ومثل أحاديث الرؤيا كلها. وإن نبت عن الأسماع واستوحش منها المستمع فإنما عليه الإيمان بها لا يرد منها حرفا واحدا وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات «3».
التعليق:
أتكلم الآن- وباختصار- عن مسألتين مهمتين وهما: الصلاة خلف القدرية والجدال فى القدر فأقول وباللّه التوفيق: إنه من الواضح من الروايات العديدة عن الإمام أحمد سواء فى هذا الباب أو فى غيره: ترك الصلاة خلف دعاة المبتدعة «4».
___________
(1) السنة (ظ: ق: 50/ أ).
(2) مسائل أبى داود (ظ، ص: 255 وفى المطبوع ص: 272).
(3) انظر: رسالة عبدوس بن مالك (ق: 1/ ب).
(4) وسيأتى مزيد من التفصيل حول هذه المسألة عند: «قول الإمام فى حكم المبتدعة وما أثر عنه فى الصلاة خلف الفساق» ص: 935، 940.