كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

التعليق:
إن ما ذهب إليه الإمام أحمد من أن أطفال المسلمين فى الجنة هو- واللّه أعلم- الصواب وهو ما يكاد يكون مجمعا عليه بين العلماء. والأدلة على ذلك كثيرة منها: ما أخرجه البخارى «1» عن أنس رضى اللّه عنه قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: «ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله اللّه الجنة بفضل رحمته إياهم». وأخرج البخارى «2» ومسلم «3» عن أبى سعيد الخدرى رضى اللّه عنه أن النساء قلن للنبى صلى اللّه عليه وسلم اجعل لنا يوما. فوعظهن وقال: «أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابا من النار». قالت امرأة: واثنان؟ قال: «و اثنان» واللفظ للبخارى. وأخرج مسلم «4» عن أبى هريرة قال: أتت امرأة النبي صلى اللّه عليه وسلم بصبى لها.
فقالت: يا نبى اللّه ادع اللّه له. فلقد دفنت ثلاثة. قال: «دفنت ثلاثة»؟
قالت: نعم. قال: «لقد احتظرت بحظار شديد من النار». والأحاديث الصحيحة فى هذا كثيرة.
قال ابن حجر: إن من يكون سببا فى حجب النار عن أبويه أولى بأن يحجب هو لأنه أصل الرحمة وسببها «5». اه.
قلت: وهو ما أشار إليه أحمد بقوله السابق: هو يرجى لأبويه كيف يشك وقد جاء فى بعض الأحاديث التصريح بدخولهم الجنة منها: ما أخرجه مسلم «6» عن أبى حسان قال: قلت لأبى هريرة: إنه قد مات لى ابنان فما أنت محدثى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟
قال: قال: نعم «صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه،- أو قال أبويه-، فيأخذ بثوبه،- أو قال بيده-، كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا. فلا
___________
(1) فى الصحيح: 3/ 118.
(2) فى الصحيح: 3/ 118.
(3) فى الصحيح: 4/ 2028.
(4) فى الصحيح: 4/ 2030.
(5) فتح البارى: 3/ 344.
(6) فى الصحيح: 4/ 2029.

الصفحة 171