كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
يتناهى- أو قال: فلا ينتهى- حتى يدخله اللّه وأباه الجنة» قال مسلم: وفى رواية سويد قال: حدثنا أبو السليل. وحدثنيه عبيد اللّه بن سعيد. حدثنا يحيى (يعنى ابن سعيد عن التيمى بهذا الإسناد) وقال: فهل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئا تطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم. وأخرج النسائى «1» عن معاوية بن قرة عن أبيه رضى اللّه عنه أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم ومعه ابن له فقال له: «أ تحبه» فقال: أحبك اللّه كما أحبه.
فمات ففقده فسأل عنه فقال: «ما يسرك أن لا تأتى بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك». قال ابن حجر: إسناده صحيح «2».
وأخرج ابن ماجه «3» عن حريز بن عثمان، عن شر حبيل بن شفعة قال: لقينى عتبة بن عبد السلمى فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل». قال المحقق: فى الزوائد: فى إسناده شر حبيل بن شفعة، ذكره ابن حبان فى الثقات. وقال أبو داود: شر حبيل وحريز، كلهم ثقات. ا ه. وباقى رجال الإسناد على شرط البخارى. ا ه.
والحاصل أن الأحاديث الدالة على أنهم فى الجنة كثيرة «4».
قال النووى: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة «5» وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبى وقاص فى قوله: أعطه إنى لأراه مؤمنا قال «أو مسلما» الحديث «6». ويحتمل أنه صلى اللّه عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين فى الجنة فلما علم قال ذلك فى قوله
___________
(1) فى السنن: 4/ 23.
(2) فتح البارى: 3/ 121.
(3) فى السنن: 2/ 512.
(4) راجع فتح البارى: 3/ 118 - 124، 244 - 248.
(5) المتقدم ص: 170.
(6) تقدم ص: 109.