كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
صلى اللّه عليه وسلم «ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله اللّه الجنة بفضل رحمته إياهم». وغير ذلك من الأحاديث واللّه أعلم «1».
ونقل عن المازريّ قوله: أما أولاد الأنبياء صلوات اللّه وسلامه عليهم فالإجماع متحقق على أنهم فى الجنة وأما أطفال من سواهم من المؤمنين فجماهير العلماء على القطع لهم بالجنة، ونقل جماعة الإجماع فى كونهم من أهل الجنة قطعا لقوله تعالى: والَّذِينَ آمَنُوا واتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وتوقف بعض المتكلمين فيها وأشار إلى أنه لا يقطع لهم كالمكلفين، واللّه أعلم «2».
قال ابن حجر: قال القرطبى نفى بعضهم الخلاف فى ذلك، وكأنه عنى ابن أبى زيد فإنه أطلق الإجماع فى ذلك، ولعله أراد إجماع من يعتد به «3».
وقال أيضا «4»: «و كون أولاد المسلمين فى الجنة قاله الجمهور ووقفت طائفة قليلة» «5». ا ه.
قلت: وقول الإمام أحمد: «ليس فيهم اختلاف أنهم فى الجنة» محمول على إجماع الجمهور ممن يعتد بقولهم.
___________
(1) مسلم بشرح النووى: 16/ 207.
(2) مسلم بشرح النووى: 16/ 183.
(3) فتح البارى: 3/ 245.
(4) أى ابن حجر.
(5) نفس المصدر: 3/ 124.