كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

التعليق:
هذا ما وجدته من روايات مسندة عن الإمام أحمد وسأورد الآن ما جاء حول هذا الموضوع فأقول وباللّه التوفيق: جاء فى رواية أبى طالب: «أن أبا عبد اللّه سئل عن أطفال المشركين فقال: كان ابن عباس يقول: فأبواه يهودانه وينصرانه حتى سمع: «اللّه أعلم بما كانوا عاملين» فترك قوله وهى صحاح ومخرجها كلها صحيح. ا ه.
وقول ابن عباس هذا رواه أحمد «1» عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس قال: أتى عليّ زمان وأنا أقول: أولاد المسلمين مع المسلمين وأولاد المشركين مع المشركين حتى حدثنى فلان عن فلان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سئل عنهم فقال: «اللّه أعلم بما كانوا عاملين». قال: فلقيت الرجل فأخبرنى فأمسكت عن قولى. اه. قال الألبانى: إسناده صحيح «2».
والحديث فى الصحيحين عن ابن عباس قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال: «اللّه إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين» «3».
وقد تقدم قول أبى عبد اللّه فى رواية جعفر بن محمد وعبد الملك الميمونى حيث قال فى أطفال المسلمين: ليس فيهم اختلاف أنهم فى الجنة، إنما اختلفوا فى أطفال المشركين.
قلت: والخلاف فى مصير أولاد المشركين كبير والّذي يظهر من إحدى الروايتين عن أحمد الإمساك.
وهذا عرض للأقوال واستعراض للأدلة وما رجحه العلماء:
قال الحافظ ابن حجر: اختلف العلماء قديما وحديثا فى هذه المسألة على أقوال:
___________
(1) فى المسند: 5/ 73.
(2) انظر: السنة لابن أبى عاصم: 1/ 96.
(3) انظر: فتح البارى: 3/ 345، وصحيح مسلم: 4/ 2049.

الصفحة 175