كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
رابعها: خدم أهل الجنة، وفيه حديث عن أنس ضعيف «1» أخرجه أبو داود الطيالسى وأبو يعلى، وللطبرانى والبزار من حديث سمرة مرفوعا: «أولاد المشركين خدم أهل الجنة» وإسناده ضعيف «2».
خامسها: أنهم يصيرون ترابا، روى عن ثمامة بن أشرس «3».
سادسها: هم فى النار حكاه عياض عن أحمد وغلطه ابن تيمية بأنه قول لبعض أصحابه ولا يحفظ عن الإمام أصلا «4».
سابعها: أنهم يمتحنون فى الآخرة بأن ترفع لهم نار، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى عذب. أخرجه البزار من حديث أنس وأبى سعيد وأخرجه الطبرانى من حديث معاذ بن جبل وقد صحت مسألة الامتحان فى حق المجنون ومن مات فى الفترة من طرق صحيحة، وحكى البيهقى فى كتاب الاعتقاد أنه المذهب الصحيح «5» وتعقب بأن الآخرة ليست دار تكليف فلا عمل فيها ولا ابتلاء، وأجيب بأن ذلك بعد أن يقع الاستقرار فى الجنة أو النار وأما فى عرصات القيامة فلا مانع من ذلك. وقد قال تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ويُدْعَوْنَ
___________
(1) قال ابن القيم: واحتج هؤلاء بما رواه يعقوب بن عبد الرحمن القارى، عن أبى حازم المدينى، عن يزيد الرقاشى، عن أنس.
قال الدارقطنى: ورواه عبد العزيز الماجشون عن ابن المنكدر عن يزيد عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «سألت ربى للاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم، فأعطانيهم، فهم خدام أهل الجنة» يعنى الصبيان فهذان طريقان، وله طريق ثالث عن فضيل بن سليمان عن عبد الرحمن ابن إسحاق عن الزهرى عن أنس قال ابن قتيبة: اللاهون من لهيت عن الشيء إذا غفلت عنه وليس هو من لهوت، وهذه الطرق ضعيفة، فإن يزيد الرقاشى واه، وفضيل بن سليمان متكلم فيه وعبد الرحمن بن إسحاق ضعيف. طريق الهجرتين ص: 394.
(2) انظر: مجمع الزوائد: 7/ 219.
(3) النميرى وإليه ينسب الثمامية من فرق المعتزلة وذكر الشهرستانى عنه مثل هذا فى أطفال المؤمنين أيضا. انظر: الملل والنحل بهامش الفصل: 1/ 89.
(4) قال ابن القيم: وهذا قول جماعة من المتكلمين وأهل التفسير وأحد الوجهين لأصحاب أحمد، وحكاه القاضى نصا عن أحمد. طريق الهجرتين ص: 389. وانظر تعليقه على هذا القول من ص: 389 - 391.
(5) راجع الكتاب المذكور ص: 111 - 112.