كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
ثامنها: أنهم فى الجنة. قال النووى «1»: وهو المذهب الصحيح المختار الّذي صار إليه المحققون لقوله تعالى: وما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وإذا كان لا يعذب العاقل لكونه لم تبلغه الدعوة فلأن لا يعذب غير العاقل من باب الأولى، ولحديث سمرة «2» المذكور فى هذا الباب، ولحديث عمة خنساء «3» المتقدم، ولحديث عائشة «4» الآتى قريبا.
تاسعها: الوقف «5».
عاشرها: الإمساك «6» وفى الفرق بينهما دقة «7».
قال ابن القيم: وقد نقل عن ابن عباس ومحمد بن الحنفية والقاسم بن محمد وغيرهم أنهم كرهوا الكلام فى هذه المسألة جملة «8».
___________
(1) انظر: مسلم بشرح النووى: 16/ 207 - 177.
(2) يرفعه: «أولاد المشركين خدم أهل الجنة» وقد تقدم ص: 179.
(3) قلت يا رسول اللّه من فى الجنة؟ قال: «النبي فى الجنة، والشهيد فى الجنة، والمولود فى الجنة».
قال ابن حجر: رواه أحمد: 1/ 58، 409 وإسناده حسن.
(4) قال ابن حجر: وروى عبد الرزاق: من طريق أبى معاذ، عن الزهرى، عن عروة عن عائشة قالت: «سألت خديجة النبي صلى اللّه عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال: هم مع آبائهم، ثم سألته بعد ذلك فقال: اللّه أعلم بما كانوا عاملين، ثم سألته بعد ما استحكم الإسلام فنزل: ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى قال: هم على الفطرة أو قال: «فى الجنة». وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف، ولو صح هذا لكان قاطعا للنزاع رافعا لكثير من الإشكال المتقدم. فتح البارى:
3/ 247.
وقد علق ابن القيم على هذا القول وساق ما احتج به أصحابه ثم قال: وهذه حجج كما ترى قوة وكثرة ولا سبيل إلى دفعها. وسيأتى إن شاء اللّه فصل النزاع فى هذه المسألة والقول بموجب هذه الحجج الصحيحة كلها. طريق الهجرتين ص: 391 - 393. قلت يشير بقوله الأخير هذا إلى ما قدمناه من ترجيحه لامتحانهم فى الآخرة.
(5) انظر: تعليق ابن القيم على هذا فى طريق الهجرتين ص: 387 - 389.
(6) انظر: رواية هارون المستملى وجعفر بن محمد عن أحمد ص: 157 فظاهرهما الإمساك واللّه أعلم.
(7) فتح البارى: 3/ 246 - 247. وللمزيد: انظر: ما ذكره ابن حزم فى كتابه الفصل فى الملل والأهواء والنحل: 4/ 72 - 79.
(8) طريق الهجرتين ص: 401 - 402.