كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

فى صدورهم ومدوناتهم وتتلمذ الخلال على يد بعض أصحاب الإمام أحمد كأبي بكر المروزي وصرف جل جهده فى تتبع تلامذة وأصحاب الإمام أحمد وكتابة ما حفظوه وكتبوه عن الإمام، فرحل فى سبيل هذا العلم النبيل إلى بقاع كثيرة وبلدان متباعدة. وجمع كنوز الإمام أحمد فى فنون شتى وأودعها مصنفات كثيرة من أجمعها فى باب العقيدة كتاب السنة هذا. وكتب أخرى سنتعرض لها.
ولم يكتف- رحمه اللّه- بهذا الجهد الكبير، بل إنه صنف كتابا فى الطبقات ولعله خصص منه جزءا كبيرا لتراجم أصحاب وتلامذة الإمام أحمد إذ أن ابن أبى يعلى فى طبقات الحنابلة قل ما يترجم لأحد إلا ويذكر قول الخلال فيه.
وكذلك الخطيب فى تاريخ بغداد ينقل كثيرا من أقواله فى أصحاب الإمام أحمد.
قال ابن تيمية: أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال- وهو الّذي جمع نصوص أحمد فى أصول الدين وأصول الفقه وفى أبواب الفقه كلها وفى الآداب والأخلاق والزهد والرقائق وفى علل الحديث وفى التاريخ وغير ذلك من علوم الإسلام «1».
وقال الذهبى: رحل إلى فارس وإلى الشام والجزيرة يتطلب فقه أحمد وفتاويه وأجوبته وكتب عن الكبار والصغار حتى كتب عن تلامذته وجمع فأوعى، ثم أنه صنف كتاب: «الجامع فى الفقه» من كلام الإمام أحمد بأخبرنا وحدثنا يكون عشرين مجلدا. وصنف كتاب «العلل» عن أحمد فى ثلاث مجلدات وألف كتاب «السنة وألفاظ أحمد والدليل على ذلك من الأحاديث» فى ثلاث مجلدات، تدل على إمامته وسعة علمه. ولم يكن قبله للإمام مذهب مستقل.
حتى تتبع هو نصوص أحمد ودونها وبرهنها بعد الثلاث مائة، فرحمه اللّه تعالى «2»
___________
(1) مجموع الفتاوى: 12/ 325.
(2) سير أعلام النبلاء: 14/ 297 - 298.

الصفحة 26