كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
ولست فى مقام بحث هذا الخطر العظيم الّذي يشكله هؤلاء على العقيدة الصحيحة. فقد بذل علماء الإسلام قديما وحديثا جهودا كبيرة لتوضيح هذه المسائل «1».
أعود وأقول: إن المسلمين فى مختلف العصور والأزمنة على تيقن تام بشرعية خلافة الأربعة رضوان اللّه عليهم على الترتيب الّذي تمت به خلافة كل منهم وهو الأمر الّذي أوضحه السلف عند ظهور من خالف ذلك. والإمام أحمد قرر هذه المسألة وأنكر إنكارا شديدا على من تكلم فى خلافة أحد منهم.
وقد كان عدد سنين خلافتهم مما أخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم به. ففى حديث سفينة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتى اللّه الملك من يشاء» «2».
قول الإمام أحمد فى خلافة أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه
قال أبو بكر الخلال:
344 - أخبرنا أبو بكر المروزي قال: قيل لأبى عبد اللّه قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: «يؤم القوم أقرؤهم» «3». فلما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «قدموا أبا بكر يصلى بالناس» «4» وقد كان فى القوم من أقرأ من أبى بكر.
فقال أبو عبد اللّه: إنما أراد الخلافة «5».
___________
(1) وسيأتى مزيد من الإيضاح عن عقائد الروافض عند «قول الإمام أحمد فى الرافضة» ص: 2/ 357.
(2) أخرجه ابن أبى عاصم فى السنة: 2/ 548، وأبو داود: 5/ 36، والترمذي: 4/ 503 وغيرهم.
قال الترمذي: حديث حسن رواه غير واحد عن سعيد بن جهمان ولا نعرفه إلا من حديث سعيد.
قلت: سعيد وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وابن حبان. وأنكر الإمام أحمد على من تكلم فيه وصحح الحديث. انظر: السنة للخلال (ق: 63/ أ) وجامع بيان العلم لابن عبد البر 2/ 225 وتهذيب التهذيب: 4/ 14.
(3) أخرجه مسلم: 1/ 465 وأحمد: 4/ 118 من حديث أبى مسعود رضى اللّه عنه.
(4) رواه البخارى: 2/ 64 ومسلم: 1/ 311 عن عدد من الصحابة.
(5) السنة (ق: 42/ أ) وأخرجه ابن الجوزى فى مناقب أحمد ص: 209 بسنده عن أبى بكر المروزي به.