كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

قال أحمد فى رواية المروزي وعلى بن سعيد والأثرم «1» لما مرض النبي صلى اللّه عليه وسلم قدم أبا بكر ليصلى بالناس وقد كان فى القوم من هو أقرأ من أبى بكر وإنما أراد الخلافة فظاهر هذا من كلامه أنها ثبتت بالنص الخفى والإشارة «2». قلت: وعزى شارح الطحاوية هذا القول إلى الحسن البصرى وجماعة من أهل الحديث «3».
ومن أدلة أصحاب هذا القول: تقديم النبي صلى اللّه عليه وسلم له فى الصلاة مع وجود من هو أقرأ منه كما أشار إليه الإمام أحمد سابقا. وإن كان هناك من يرى أن فى تقديم النبي صلى اللّه عليه وسلم لأبى بكر دلالة على أنه أقرأهم لكتاب اللّه. اعتمادا على قول النبي صلى اللّه عليه وسلم «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللّه». والمشهور أن أبى بن كعب هو أقرأ الصحابة. فقد روى البخارى «4» عن عمر رضى اللّه عنه قال: أبى أقرؤنا.
وهذا لا يتعارض مع تقديم النبي صلى اللّه عليه وسلم لأبى بكر رضى اللّه عنه. بل فيه دلالة قوية على أفضلية الصديق رضوان اللّه عليه.
ومن أدلتهم أيضا:
ما رواه البخارى «5» ومسلم «6» من حديث أبى سعيد الخدرى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: « ... ولو كنت متخذا خليلا من أمتى لاتخذت أبا بكر، إلا خلة الإسلام، لا يبقين فى المسجد خوخة إلا خوخة أبى بكر».
وأما من ذهب إلى ثبوتها بالنص الجلى فهم جماعة من أهل الحديث أيضا وهو ما نصره ابن حزم «7».
___________
(1) هذه الروايات تقدمت: 371.
(2) الروايتان والوجهان: (ق: 253/ ب).
(3) شرح العقيدة الطحاوية ص: 533.
(4) فى الصحيح: 9/ 47.
(5) فى الصحيح: 7/ 227.
(6) فى الصحيح: 4/ 1854.
(7) فى الملل والنحل 4/ 108.

الصفحة 375