كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير منى أبو بكر وإن أترك فقد ترك من هو خير منى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
خلاصة القول: أن هذا هو القول الراجح فليس فى الأحاديث التى استدل بها على النصية ما يقطع بذلك. وإن كان فيها دلالة واضحة- واللّه أعلم- على معرفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بطريق الوحى من اللّه تعالى بأن أبا بكر سيخلفه فى أمته، وأن المسلمين سيجتمعون عليه لما له من الفضائل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ... خلافة أبى بكر الصديق دلت النصوص الصحيحة على صحتها وثبوتها ورضا اللّه ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم له بها.
وانعقدت بمبايعة المسلمين له واختيارهم إياه اختيارا استندوا فيه إلى ما علموه من تفضيل اللّه ورسوله بها، وأنها حق وأن اللّه أمر بها وقدرها وأن المؤمنين يختارونها وكان هذا أبلغ من مجرد العهد بها، لأنه حينئذ يكون طريق ثبوتها العهد، وأما إذا كان المسلمون قد اختاروه من غير عهد ودلت النصوص على صوابهم فيما فعلوه ورضا اللّه ورسوله بذلك كان ذلك دليلا على أن الصديق كان فيه من الفضائل التى بان بها عن غيره ما علم المسلمون به أنه أحقهم بالخلافة فإن ذلك لا يحتاج إلى عهد خاص «1». اه.
وقد تقدم قول القاضى أبى يعلى بن الفراء فى أن ظاهر كلام أحمد فى بعض الروايات عنه إلى ثبوتها بالنص الخفى والإشارة.
وفى كتابه مختصر المعتمد قال: وروى عن أحمد رحمه اللّه كلام يدل على أن خلافة أبى بكر ثبتت بالنص الخفى والإشارة «2».
وفى موضع آخر قال: وقد حكينا عن أحمد رضى اللّه عنه فى ذلك روايتين إحداهما بالاختيار والثانية بالنص «3».
___________
(1) منهاج السنة: 1/ 140 - 141.
(2) ص: 223.
(3) ص: 226.

الصفحة 377