كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)
ويرى ابن تيمية أن كلام أحمد يدل على انعقادها بالاختيار إذ يقول:
والتحقيق فى خلافة أبى بكر وهو الّذي يدل عليه كلام أحمد أنها انعقدت باختيار الصحابة ومبايعتهم له. وأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبر بوقوعها على سبيل الحمد لها والرضى بها، وأنه أمر بطاعته وتفويض الأمر إليه، وأنه دل الأمة وأرشدهم إلى بيعته. فهذه الأوجه الثلاثة: الخبر، والأمر، والإرشاد ثابت من النبي صلى اللّه عليه وسلم «1».
قول الإمام أحمد فى خلافة عثمان بن عفان رضى اللّه عنه
قال أبو بكر الخلال:
350 - أخبرنى محمد بن أبى هارون قال: قال حمدان بن على سمعت أبا عبد اللّه قال: ما كان فى القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم «2».
* ونحو هذا نقل عنه:
351 - أبو الحارث الصائغ قال: قال أبو عبد اللّه: وهل يقدر أحد أن يطعن على خلافة عثمان وما رويت له من السوابق. وقال عبد اللّه: ولينا أعلاها ذا فوق «3».
352 - الفضل بن زياد أنه: سمع أبا عبد اللّه وذكر نوح بن أبى حبيب فقال: إن كان الّذي قيل فى نوح بن أبى حبيب أنه يقدم عليا على عثمان فهذا أيضا بلاء أو نحو هذا «4» ثم قال: كيف يقدم عليا على عثمان وهل كانت بيعة
___________
(1) مجموع الفتاوى: 35/ 48.
(2) السنة: (ق: 45/ أ).
(3) رواه أحمد فى فضائل الصحابة: 1/ 454.
(4) نوح: ثقة. توفى سنة اثنتين وأربعين ومائتين. ولهذا كان أحمد يشك فى صدور هذا منه. وقد وصفه ابن حجر بقوله سنى. تقريب: 2/ 308.