كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

ولا أصح منها وخليفة قتل ظلما لم يبهش إليهم بقصبة فجعل يقول هذا الكلام وهو مغضب شديد الغضب «1».
التعليق:
عثمان بن عفان رضى اللّه تعالى عنه الخليفة الراشد الثالث ذو النورين الشهيد المبشر بالجنة كانت خلافته سنة ثلاث وعشرين من الهجرة.
روى البخارى «2» قصة بيعته فى الحديث الطويل الّذي فيه خبر استشهاد عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه.
يقول راوى الحديث عمرو بن ميمون: « ... فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر- أو الرهط- الذين توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو عنهم راض: فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد اللّه بن عمر، وليس له من الأمر شيء- كهيئة التعزية له- فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإنى لم أعزله عن عجز ولا خيانة ... فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشى فسلم عبد اللّه بن عمر قال: يستأذن عمر بن الخطاب قالت أى عائشة- أدخلوه فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه. فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم. فقال الزبير: قد جعلت أمرى إلى على. فقال طلحة: قد جعلت أمرى إلى عثمان، وقال سعد قد جعلت أمرى إلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه واللّه عليه والإسلام لينظرن أفضلهم فى نفسه؟
فأسكت الشيخان. فقال عبد الرحمن: أ فتجعلونه إليّ واللّه عليّ أن لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم. فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والقدم فى الإسلام ما قد علمت فاللّه عليك لئن أمّرتك لتعدلن
___________
(1) انظر: الروايات السابقة فى السنة للخلال: (ق: 45/ أ).
(2) فى الصحيح: 7/ 59.

الصفحة 379