كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

وروى مسلم «1» عن أم مبشر أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول عند حفصة «لا يدخل النار، إن شاء اللّه، من أصحاب الشجرة أحد. الذين بايعوا تحتها».
قال عبد القاهر البغدادى: «و أجمع أهل السنة على أن من شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بدرا من أهل الجنة وكذلك من شهد معه أحدا غير قزمان الّذي استثناه الخبر وكذلك كل من شهد معه بيعة الرضوان بالحديبية» «2». اه.
قلت: وإلى هذا أشار الإمام أحمد كما فى رواية عبد اللّه بن أحمد وأبى الحارث الصائغ فقد قال بعد ذكر المشهود لهم المصرح بهم ... وقال اللّه تبارك وتعالى: والسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ والْأَنْصارِ والَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ وأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها «3» ولَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ.
وعنهما أن أحمد قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: «أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من أمتى «4» فإذا لم يكن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منهم فمن يكون» «5».
والإمام أحمد ينكر بشدة على من لا يشهد لمن يشهد له الرسول صلى اللّه عليه وسلم لأن فى ذلك ردّا لخبر رسول اللّه وهو الّذي لا ينطق عن الهوى وقد تقدم آنفا ذكر الآيات والأحاديث الدالة على فضل أهل بدر وبيعة الرضوان وما جاء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم «لا يدخل النار من أصحاب الشجرة أحد».
___________
(1) فى الصحيح: 4/ 1942.
(2) الفرق بين الفرق ص: 353.
(3) سورة التوبة/ 100.
(4) رواه أحمد: 5/ 347، 355، والترمذي: 4/ 683، وابن ماجة: 2/ 1434 من حديث بريدة.
قال الترمذي: حديث حسن. ورواه أحمد: 1/ 453 من حديث ابن مسعود.
(5) السنة للخلال: (ق: 53).

الصفحة 406