كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين، له حسنات وسيئات ولم يولد إلا فى خلافة عثمان، ولم يكن كافرا، ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ... وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
ثم افترقوا ثلاث فرق: فرقة لعنته، وفرقة أحبته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه.
وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين «1». اه.
قال الذهبى: ويزيد ممن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين وكذلك فى ملوك النواحي، بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولى بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه وسلم بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب والصحابة موجودون «2». اه.
قال القاضى أبو يعلى ابن الفراء: رأيت بخط أبى حفص العكبرى «3» على ظهر جزء فيه فضل رجب إلى أبى القاسم بن السوادي «4» قال: حدثنا أبو على الحسين ابن الجندى قال: حدثنا أبو طالب العكبرى قال: سمعت أبا بكر محمد بن العباس قال: سمعت صالح بن أحمد بن حنبل يقول: قلت لأبى: إن قوما ينسبونا إلى توالى يزيد. فقال: يا بنى وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن باللّه. فقلت: فلم لا تلعنه. فقال: ومتى رأيتنى ألعن شيئا «5». لم لا تلعن من لعنه اللّه فى كتابه.
فقلت: وأين لعن اللّه يزيد فى كتابه فقرأ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وأَعْمى أَبْصارَهُمْ «6» «7».
___________
(1) مجموع الفتاوى: 4/ 481 - 483.
(2) سير أعلام النبلاء: 4/ 36.
(3) عمر بن أحمد بن عثمان قال الخطيب: كان ثقة أمينا. ت/ بغداد: 11/ 273.
(4) لعله عبيد اللّه بن أبى الفتح. أثنى عليه الخطيب كثيرا. انظر ت/ بغداد: 10/ 385 والأنساب للسمعانى: 7/ 275. وبقية رجال الإسناد لم أعرفهم- خلا العكبرى وصالح.
(5) إلى هنا ذكرها ابن تيمية فى مجموع الفتاوى: 3/ 412، 4/ 483.
(6) سورة محمد/ 22.
(7) الروايتان والوجهان: (ق: 254/ أ).

الصفحة 410