كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

ومن مصنفاته التى أفدت منها:
14 - إبطال التأويلات لأخبار الصفات:
وكان تأليفه له ردا على ما ذكره ابن فورك فى كتابه «مشكل الحديث وبيانه» الّذي تأول فيه آيات وأحاديث الصفات.
وهذا الكتاب حصل بسببه نزاع فقد ذكر البعض أن القاضى أبا يعلى ضمنه ما يشعر التشبيه «1».
قال ابن أبى يعلى:
وقد كان حضر الوالد فى سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة فى دار الخلافة فى أيام القائم بأمر اللّه مع العدد الكثير من أهل العلم، وكان صحبته الشيخ أبو الحسن القزوينى لفساد قول جرى من المخالفين لما شاع قراءة كتاب:
«إبطال التأويلات» ... وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب «إبطال التأويلات» وليتأمل فأعيد إلى الوالد. وشكر له- أى الخليفة- تصنيفه «2». اه
قلت: والكتاب ذكر فيه القاضى الصفات وما يتعلق بها. ونقل روايات عن الإمام أحمد. والّذي يؤخذ على القاضى إيراده لجملة من الأحاديث الواهية، والتى لا ينبغى أن تذكر فى هذه المسائل بالذات فالصفات لا تثبت إلا عن طريق القرآن الكريم وما صح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقط. ولا يلتفت إلى ما سواهما البتة.
ولأجل إيراد القاضى لبعض الأحاديث الواهية فى هذا الباب الدقيق أنكر بعض العلماء عليه «3».
___________
(1) انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 16.
(2) طبقات الحنابلة: 2/ 197.
(3) انظر «العلو» للذهبى ص: 184.

الصفحة 47